و أحنا صغيرين في
قعدات البنات (لاحظ هنا اننا كنا غلابي و كل قعداتنا بنات بس أساساً و لا فيه فيس
بوك و لا واتس آب و لا ديالوا)، المهم إنه في القعدات دي و اللي كانت بتعتبر التحرر
اللانهائي من أصول و قواعد الأدب و الذوق و البنات الكويسة بالنسبة لنا، كنا
دايماً نسأل سؤال و كلنا نجاوب عليه "ايه مواصفات فتى أحلامك؟"
أيوة، ده كان سؤال
حقيقي بنتبارز في أفضل و أصيع إجابة عليه..."أهم حاجة يكون بيعرف ربنا"
"عايزاه غني يعيشني في مستوى حلو" "أسمر و بشعر خشن" "يا
ريت لو عينيه ملونة"، و غيرها من الصفات الجسدية و صفات الشخصية و المركز
الاجتماعي، إلى آخره..
بالرغم من سذاجة
السؤال ده حالياً، و أننا فهمنا أنه مفيش حاجة اسمها مواصفات فتى أحلامك و أنها
لمواخذة "لكشة" على بعضيها فيها كتير صفات مش حلوة، و أنها مش مسألة
صفات، و أن اللذيذ بيقعد مع اللذيذ اللي زيه، و أنه في الآخر سبحان الله ممكن تحب
حد ملوش أي علاقة بالصفات اللي كنت متخيلها في شريك حياتك..المهم بالرغم من كل ده،
أنا لسه عندي تخيل معين، لسه فيه في دماغي شكل معين للشخص اللي هكمل معاه حياتي و
اللي هيملا مكان متساب فاضي بس عشانه
هو..لما يشرف!
يمكن تكون الصفات
اللي في دماغي و دماغ بنات كتير مرتبطة باللي سوقه الإعلام...دماغ أفلام يعني، لكن
بما أن الأحلام و الكلام و الافلام مش بفلوس، فأنا قررت أشارك
"تخيلاتي"، و هي مش صفات (زي ما كانت زمان أيام قعدات البنات) لكنها
مرتبطة أكتر بأسلوبه في التعامل معايا...
نفسي يبصلي جامد
في عنيا و يبتسم لما يشوفني، و لما أوقع حاجة أو أقع أنا شخصياً يمسك ايدي و يقولي
"أنتي كويسة؟"، نفسي يحس بتقلبات مزاجي و يحترمها، و لما أفرح أحس
بفرحته و هو بيسأل "مبسوطة؟"، نفسي يمسك ايدي جامد و أنا خايفة و أسمع
دقات قلبه و هو بيهديني زي ما أمي بتعمل معايا، نفسي لما أكون متوترة يقولي
متخافيش من قبل ما أتكلم، نفسي ميتوقعش مني القوة في أوقات الضعف و في نفس الوقت
يديني استقلاليتي و احترامي، نفسي يحتويني و يكبرني، نفسي يشجعني إني أكون حقيقية
مع نفسي و معاه و مع ربنا، نفسي يزقني في الطريق الصح، و يكون هو مرشدي و أبويا
الروحي، نفسي يكون غيور و دمه حامي، و محترم...
ملاحظاتي أنا
الشخصية، أن القوالب سيطرت على الناس، ماهو يا إما جدعة و قوية و مش محتاجة حد
جنبها، يا ضعيفة و سهلة و معتمدة...يا إما راجل و جدع و ابن بلد، يا إما شيك و ابن
ناس (و غالباً ابن ماما برده)..يعني مينفعش الاتنين؟ مينفعش نبقى طبيعين؟ أقوياء
في وقت و ضعفاء في وقت؟ مستقلين لكن محتاجين حد جنبنا؟ (و ده يمشي على الطرفين)..
من زمان خلصت
قعدات البنات و التخيلات ما وراء الطبيعة للمنقذ اللي هيجي يخلي الحياة بمبي بمبي،
بس لسه فيه تخيلات العلاقة "الحقيقية" اللي فيها حب واعي لم يصل لمستوى
التطفل و كسر الحدود و لم يقف عند مرحلة السطحيات و المظاهر...
و بالرغم من كون
فكرة "فتى الأحلام" مضحكة بالنسبة لي في الفترة الراهنة، و بالرغم من
التغييرات اللي طرأت عليها و بلورتها، هي مترسخة في دماغي من أيام...قعدات
البنات..